الوجه [1] السادس : قوله : " لأنهم نزهوا إبليس والكافر [2] من المعاصي ، وأضافوها إلى الله ، [ إلى آخره ] " [3] - فرية عليهم ، فإنهم متفقون على أن . والأفعال يتصف العاصي هو المتصف بالمعصية ، المذموم عليها [ ص: 216 ] المعاقب عليها [4] بها ( * من قامت به لا من خلقها ، وإذا كان ما لا يتعلق بالإرادة ، كالطعوم والألوان ، يوصف بها * ) [5] محالها لا خالقها في محالها ، فكيف تكون الأفعال الاختيارية ؟
وإذا خلق الخبائث : كالعذرة والدم والخمر ، وجعل الخبيث خبيثا ، هل يكون متصفا بذلك ؟ وأين والله تعالى إذا خلق الفواسق : كالحية والعقرب والكلب العقور ، وجعل هذه الفواسق فواسق ، هل يكون هو سبحانه موصوفا بذلك ؟ [6] إضافة الصفة إلى الموصوف بها التي قامت به ، من إضافة المخلوق إلى خالقه ؟ فمن لم يفهم هذا الفرقان [7] فقد سلب خاصية الإنسان .