الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه [1] السادس : قوله : " لأنهم نزهوا إبليس والكافر [2] من المعاصي ، وأضافوها إلى الله ، [ إلى آخره ] " [3] - فرية عليهم ، فإنهم متفقون على أن العاصي هو المتصف بالمعصية ، المذموم عليها [ ص: 216 ] المعاقب عليها . والأفعال يتصف [4] بها ( * من قامت به لا من خلقها ، وإذا كان ما لا يتعلق بالإرادة ، كالطعوم والألوان ، يوصف بها * ) [5] محالها لا خالقها في محالها ، فكيف تكون الأفعال الاختيارية ؟

                  والله تعالى إذا خلق الفواسق : كالحية والعقرب والكلب العقور ، وجعل هذه الفواسق فواسق ، هل يكون هو سبحانه موصوفا بذلك ؟ وإذا خلق الخبائث : كالعذرة والدم والخمر ، وجعل الخبيث خبيثا ، هل يكون متصفا بذلك ؟ وأين [6] إضافة الصفة إلى الموصوف بها التي قامت به ، من إضافة المخلوق إلى خالقه ؟ فمن لم يفهم هذا الفرقان [7] فقد سلب خاصية الإنسان .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية