الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ الوجه ] [1] الثاني : أنهم يجوزون أنه يخلق القدرة على الكذب مع علمه بأن [2] صاحبها يكذب ، ويخلق القدرة على الظلم والفواحش مع علمه أن صاحبها يظلم ويفحش . ومعلوم أن الواحد منا [3] يجري تمكينه من القبائح وإعانته عليها مجرى فعله لها ، فمن أعان غيره على الكذب بإعطاء أمور [4] يستعين بها على الكذب ، كان بمنزلة الكذب [5] في القبح ، [ ص: 221 ] فلا يجوز لنا أن نعين على إثم و [ لا ] عدوان [6] ، كما نهى [7] الله عن ذلك . فإن كان ما قبح منه قبح منا ، فيلزم أن يجوزوا عليه إذا أعان على الكذب أن يكذب ، ويلزمهم [8] المحذور .

                  فإن قالوا : إنما أعطاه القدرة ليطيع لا ليعصي .

                  قيل : إذا كان عالما بأنه يعصي كان بمنزلة من يعطي [9] الرجل سيفا ليقاتل به الكفار مع علمه بأنه يقتل به نبيا ، وهذا لا يجوز في حقنا ، فإن من فعل فعلا لغرض مع علمه بأن الغرض [10] لا يحصل به كان سفيها فينا ، والله تعالى منزه عن ذلك . فعلم أن حكمه في أفعاله مخالف لأفعال عباده [11] ، وإن عللوا ذلك بعلة يمكن استقامتها . قيل لهم : وكذلك ما يخلقه في غيره له حكمة ، كما للإعانة عليه بالقدرة حكمة .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية