[ ص: 225 ] [ الوجه ] [1] السابع : أن ، فإن كلامه القائم بذاته غير مخلوق عند أهل السنة ، فلا بد أن يتصف الكلام صفة كمال [2] بها ، سواء قالوا [3] : إنه لا يتعلق بمشيئته وقدرته ، وهو معنى قائم بالنفس ، أو هو حروف وأصوات قديمة . أو قالوا : [4] إنه يتعلق بمشيئته [ وقدرته ] ، أو إنه تكلم بعد أن لم يكن متكلما ، أو إنه لم يزل متكلما إذا شاء .
فعلى الأقوال كلها هو قائم بذاته ، والكذب صفة نقص كالصمم والبكم والعمى [5] ، والله منزه [6] عن قيام النقائص به ، مع أنه يخلق خلقه متصفين بالنقائص ، فيخلق العمى والصمم والبكم ولا يقوم به ذلك ، فكذلك [7] يخلق الكذب في الكاذب ولا يقوم به الكذب [8] .