الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وأما قوله : " وجاز [ منه ] [1] إرسال الكذاب " فجوابه من وجوه .

                  أحدها : أنه لا ريب أن الله يرسل الكذاب ، كإرسال الشياطين في قوله : ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا [ سورة مريم : 83 ] ، و [ يبعثهم ] كما في قوله [2] تعالى : بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد [ سورة الإسراء : 5 ] ، لكن هذا لا يكون إلا مقرونا بما يبين كذبهم ، كما في مسيلمة الكذاب والأسود العنسي . ولكن ليس [3] في مجرد إرسال الكذاب ما يمنع التمييز بينه وبين الصادق ، كما أنه يرسل الظالم ، وليس في إرساله ما يمنع التمييز بينه وبين العادل ، ويرسل الجاهل والفاجر [4] والأعمى والأصم ، وليس في إرسال هؤلاء ما يمنع التمييز بينهم وبين غيرهم . ولفظ " الإرسال " يتناول إرسال الرياح وإرسال الشياطين وغير ذلك .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية