الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الثالث : أنه إذا خلق من يدعي النبوة وهو كاذب ، فإن قالوا : يجوز إظهار أعلام الصدق عليه ، كان هذا ممنوعا ، وهو باطل بالاتفاق . وإن قالوا : لم يجز ذلك ، لم يكن مجرد دعوى النبوة بلا علم على الصدق ضارا [1] ، فإن الشخص لو ادعى أنه طبيب أو صانع [2] بلا دليل يدل على صدقه لم يلتفت إليه ، فكيف بمدعي [3] النبوة ؟

                  وإن قالوا : [4] إذا جوزتم عليه أن يخلق الكذب في الكذاب ، فجوزوا عليه أن يظهر على يديه أعلام الصدق .

                  قيل : هذا ممتنع ; لأن أدلة الصدق تستلزم الصدق ، لأن الدليل مستلزم للمدلول ، فإظهار أعلام الصدق على [ يد ] الكذاب [5] ممتنع لذاته ، فلا يمكن بحال .

                  وإن قالوا : فجوزوا أن يظهر على يديه خارق .

                  قلنا : نعم ، فنحن [6] نجوز أن يظهر الخارق على [ يد من ] يدعي [7] [ ص: 228 ] الإلهية كالدجال ; لأن [8] ذلك لا يدل على صدقه ، لظهور [9] كذبه في دعوى الإلهية ، والممتنع ظهور دليل الصدق على الكذاب .

                  فإن قالوا : فجوزوا ظهور الخوارق [10] على [ يد ] مدعي [11] النبوة مع كذبه .

                  قلنا : [ نعم ] [12] ، ويجوز ذلك على وجه لا يدل على صدقه ، مثل ما يظهر السحرة والكهان من الخوارق المقرونة بما يمنع صدقهم . والكلام على هذا مبسوط في موضعه [13] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية