الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 256 ] فصل .

                  قال الرافضي [1] : وأما المنقول فالقرآن [2] مملوء من استناد [3] أفعال البشر إليهم [4] كقوله تعالى : [5] .

                  وإبراهيم الذي وفى [ سورة النجم 37 ] [6] [ فويل للذين كفروا [ سورة مريم 37 ] ولا تزر وازرة وزر أخرى [ سورة الأنعام 164 ] [7] ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون [ سورة النحل 32 ] اليوم تجزى كل نفس بما كسبت [ سورة غافر 17 ] اليوم تجزون ما كنتم تعملون [ سورة الجاثية 28 ] لتجزى كل نفس بما تسعى [ سورة طه 15 ] هل تجزون إلا ما كنتم تعملون [ سورة النمل 90 ] ] [8] من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها [ سورة الأنعام 160 ] ليوفيهم أجورهم [ سورة فاطر : 30 ] [9] لها ما كسبت وعليها ما [ ص: 257 ] اكتسبت فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات [ سورة النساء : 160 ] [10] كل امرئ بما كسب رهين [ سورة الطور : 21 ] من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها [ سورة فصلت : 46 ] ذلك بما قدمت يداك [ سورة الحج : 10 ] وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم [ سورة الشورى : 30 ] إلخ [11] .

                  فيقال : الجواب ( 3 من وجوه أحدها 3 ) [12] أن يقال [13] : كل هذا حق ، وجمهور أهل السنة قائلون [ بذلك وهم قائلون ] [14] إن العبد فاعل لفعله حقيقة لا مجازا ، وإنما نازع في ذلك طائفة من متكلمة [15] أهل الإثبات كالأشعري ومن اتبعه .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية