فصل
[1] : وذهبت الأشاعرة [2] إلى أن الله أمرنا ونهانا في الأزل [3] - ولا مخلوق عنده - قائلا : قال الرافضي ياأيها النبي اتق الله [ سورة الأحزاب : 1 ] ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله [ سورة البقرة : 278 ] ياأيها الناس اتقوا ربكم [ سورة النساء : 1 ] [4] ، ولو جلس شخص في مكان خال [5] ولا غلام عنده فقال : يا سالم قم ، يا غانم كل ، يا نجاح [6] ادخل ، قيل : [7] لمن تنادي ؟ قال : لعبيد أريد أن [8] أشتريهم بعد عشرين سنة [9] ، نسبه كل عاقل [ ص: 353 ] إلى السفه والحمق فكيف يحسن منهم أن ينسبوا إلى الله ذلك في الأزل ؟ [10] " .
والجواب عن هذا من وجوه :
أحدها أن يقال : هذا قول الكلابية وهم طائفة من الذين يقولون : ( 2 كلام الله غير مخلوق ، وهؤلاء طائفة من الذين يقولون بإمامة الخلفاء الثلاثة ، فقولهم سواء كان حقا أو باطلا لا يقتضي صحة مذهب الرافضة ، ولا بطلان قول أهل السنة والجماعة ، فهذا القول الذي ذكره إذا كان باطلا فأكثر القائلين بإمامة الخلفاء الثلاثة لا يقولون به ، لا من يقول 2 ) [11] : القرآن مخلوق ، كالمعتزلة ، ولا [12] من يقول : هو كلام الله غير مخلوق ، كالكرامية والسالمية والسلف وأهل الحديث من أهل [13] المذاهب الأربعة وغيرهم ، فليس في ذكر مثل هذا [14] حصول مقصود الرافضي .