الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  فصل

                  قال الرافضي [1] : وذهبت الأشاعرة [2] إلى أن الله أمرنا ونهانا في الأزل [3] - ولا مخلوق عنده - قائلا : ياأيها النبي اتق الله [ سورة الأحزاب : 1 ] ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله [ سورة البقرة : 278 ] ياأيها الناس اتقوا ربكم [ سورة النساء : 1 ] [4] ، ولو جلس شخص في مكان خال [5] ولا غلام عنده فقال : يا سالم قم ، يا غانم كل ، يا نجاح [6] ادخل ، قيل : [7] لمن تنادي ؟ قال : لعبيد أريد أن [8] أشتريهم بعد عشرين سنة [9] ، نسبه كل عاقل [ ص: 353 ] إلى السفه والحمق فكيف يحسن منهم أن ينسبوا إلى الله ذلك في الأزل ؟ [10] " .

                  والجواب عن هذا من وجوه :

                  أحدها أن يقال : هذا قول الكلابية وهم طائفة من الذين يقولون : ( 2 كلام الله غير مخلوق ، وهؤلاء طائفة من الذين يقولون بإمامة الخلفاء الثلاثة ، فقولهم سواء كان حقا أو باطلا لا يقتضي صحة مذهب الرافضة ، ولا بطلان قول أهل السنة والجماعة ، فهذا القول الذي ذكره إذا كان باطلا فأكثر القائلين بإمامة الخلفاء الثلاثة لا يقولون به ، لا من يقول 2 ) [11] : القرآن مخلوق ، كالمعتزلة ، ولا [12] من يقول : هو كلام الله غير مخلوق ، كالكرامية والسالمية والسلف وأهل الحديث من أهل [13] المذاهب الأربعة وغيرهم ، فليس في ذكر مثل هذا [14] حصول مقصود الرافضي .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية