الوجه السادس [1] : أن يقال : قوله : " إن هذه إن أراد أن الأقوال التي لهم المذاهب لم تكن في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا الصحابة [2] لم تنقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن الصحابة [3] ، بل [4] تركوا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة [5] وابتدعوا خلاف ذلك ، فهذا كذب عليهم . فإنهم لم يتفقوا على مخالفة الصحابة ، بل هم - [ وسائر أهل السنة ] [6] متبعون للصحابة في أقوالهم [7] ، وإن قدر أن بعض أهل السنة [8] خالف الصحابة لعدم علمه بأقاويلهم ، فالباقون يوافقونهم ويثبتون خطأ من يخالفهم ، وإن أراد أن نفس أصحابها لم [ ص: 410 ] يكونوا في ذلك الزمان [9] فهذا لا [10] محذور فيه . فمن المعلوم أن كل قرن يأتي يكون بعد القرن الأول .