[ ص: 447 ] ومن المشهور عنه وعن أتباعه الاستهتار [13] . بواجبات الإسلام ومحرماته ، لا يحافظون على الفرائض كالصلوات [14] . ، ولا ينزعون [15] . عن محارم الله من الفواحش والخمر [16] . وغير ذلك من المنكرات ، حتى أنهم في شهر رمضان يذكر عنهم من إضاعة الصلوات ، وارتكاب [17] . الفواحش ، وشرب الخمور [18] . ما يعرفه أهل الخبرة بهم ولم يكن لهم قوة وظهور إلا مع المشركين ، الذين دينهم شر من دين اليهود والنصارى .
ولهذا كان [19] . كلما قوي الإسلام في المغل وغيرهم من الترك ضعف أمر هؤلاء لفرط معاداتهم [20] . للإسلام وأهله . ولهذا كانوا من أنقص الناس منزلة عند نوروز [21] . المجاهد في سبيل الله الشهيد الذي دعا ملك المغل غازان [22] . إلى الإسلام ، والتزم له [23] . أن ينصره إذا أسلم ، وقتل المشركين الذين لم يسلموا من البخشية السحرة وغيرهم ، [ ص: 448 ] وهدم البذخانات ، وكسر الأصنام ومزق سدنتها الأمير [24] . كل ممزق ، وألزم اليهود والنصارى بالجزية والصغار ، وبسببه ظهر الإسلام في المغل وأتباعهم [25] . .
وبالجملة [26] . فأمر هذا الطوسي وأتباعه عند المسلمين أشهر وأعرف من أن يعرف ويوصف . ومع هذا فقد قيل : إنه كان في آخر عمره يحافظ على الصلوات الخمس [27] . ويشتغل بتفسير وبالفقه ونحو ذلك . البغوي
فإن كان قد تاب من الإلحاد فالله يقبل التوبة عن عباده ، ويعفو عن السيئات . والله تعالى يقول : ( ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) [ سورة الزمر : 53 ] .
لكن ما ذكره عنه هذا ، إن كان قبل التوبة لم يقبل قوله ، وإن كان بعد التوبة لم يكن قد تاب من الرفض ، بل من الإلحاد وحده . وعلى [ ص: 449 ] التقديرين فلا يقبل قوله . والأظهر أنه إنما كان يجتمع به وبأمثاله لما كان منجما للمغل المشركين ، والإلحاد معروف من حاله إذ ذاك .
فمن يقدح في مثل [28] . أبي بكر وعمر ، وغيرهم من السابقين الأولين من وعثمان المهاجرين والأنصار ، ويطعن على مثل مالك والشافعي وأبي حنيفة وأتباعهم ، ويعيرهم بغلطات بعضهم في مثل إباحة الشطرنج والغناء ، كيف يليق به أن يحتج لمذهبه بقول مثل هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ، ولا يدينون دين الحق وأحمد بن حنبل [29] . من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون [30] . ( * ويستحلون [31] . المحرمات المجمع على تحريمها ، كالفواحش والخمر * ) [32] ، في مثل شهر رمضان ، الذين أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ، ( * وخرقوا سياج الشرائع ، واستخفوا بحرمات الدين ، [ وسلكوا غير طريق المؤمنين ] [33] . ، فهم كما قيل فيهم :
الدين يشكو بلية من فرقة فلسفية لا يشهدون صلاة
إلا لأجل التقية ولا ترى الشرع إلا
سياسة مدنية ويؤثرون عليه
مناهجا فلسفية * )
ومن العجب أن هذا المصنف [38] . الرافضي [ الخبيث ] [39] . الكذاب المفتري يذكر أبا بكر وعمر وسائر السابقين الأولين وعثمان [40] . والتابعين وسائر أئمة المسلمين من أهل العلم والدين بالعظائم التي يفتريها عليهم [41] . هو وإخوانه ، ويجيء إلى من قد اشتهر عند المسلمين بمحادته ن ، م : محادته الله ورسوله ، و : محادته لله ولرسوله . لله ورسوله ، فيقول [42] . : " قال شيخنا الأعظم " ويقول [43] . : " قدس الله روحه " ، مع شهادته بالكفر عليه وعلى أمثاله ، ومع لعنة طائفته لخيار [44] . المؤمنين من الأولين والآخرين .
[ ص: 451 ] وهؤلاء داخلون في معنى قوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ) [ سورة النساء : 51 - 52 ] .
فإن هؤلاء الإمامية أوتوا نصيبا من الكتاب ، إذ كانوا مقرين ببعض ما في الكتاب المنزل ، وفيهم شعبة من الإيمان بالجبت وهو السحر ، والطاغوت [45] . : وهو يعبد من دون الله [46] . ، فإنهم يعظمون الفلسفة المتضمنة لذلك [47] . ، ويرون الدعاء والعبادة للموتى ، واتخاذ المساجد على القبور [48] . ، ويجعلون السفر إليها حجا له مناسك ويقولون : " مناسك حج المشاهد " .
وحدثني الثقات أن فيهم من يرون [49] . الحج إليها أعظم من الحج إلى البيت العتيق ، . فيرون الإشراك بالله أعظم من عبادة الله ، وهذا من أعظم الإيمان بالطاغوت
وهم يقولون لمن يقرون بكفره [50] . من القائلين بقدم العالم ودعوة الكواكب ، والمسوغين للشرك : هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ، فإنهم فضلوا هؤلاء الملاحدة المشركين على السابقين الأولين من [ ص: 452 ] المهاجرين والأنصار ] [51] . والذين اتبعوهم بإحسان . وليس هذا ببدع [52] . من الرافضة [53] . ، فقد عرف من موالاتهم [54] . لليهود والنصارى والمشركين ، ومعاونتهم على قتال المسلمين [55] . ، ما يعرفه الخاص والعام ، ( * حتى قيل : إنه ما اقتتل يهودي ومسلم ، ولا نصراني ومسلم ، [ ولا مشرك ومسلم ] [56] . إلا كان الرافضي مع اليهودي والنصراني [ والمشرك ] [57] * ) [58] .