[ ص: 24 ] الفصل السادس [1]
قال الرافضي [2] : وعن يزيد بن أبي مريم [3] رضي الله عنه علي [4] : قال : انطلقت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - [5] حتى أتينا الكعبة ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم : اجلس ، فصعد على منكبي ، فذهبت لأنهض به ، فرأى مني ضعفا ، فنزل وجلس لي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وقال اصعد على منكبي . فصعدت على منكبه [6] . قال : فنهض بي . قال : فإنه تخيل لي [7] أني لو شئت لنلت أفق السماء ، حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس [8] ، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه ، حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم : اقذف به . فقذفت به فتكسر كما تنكسر [9] القوارير ، ثم نزلت [ ص: 25 ] فانطلقت [10] ، أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نستبق حتى توارينا في البيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس . عن
والجواب [11] أن هذا الحديث إن صح فليس فيه شيء من خصائص الأئمة ولا خصائص ; فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - علي أمامة بنت أبي العاص بن الربيع [12] على منكبه ، إذا قام حملها ، وإذا سجد وضعها . كان يصلي وهو حامل فارتحله ، ويقول : إن ابني ارتحلني الحسن وكان إذا سجد جاء [13] الحسن وكان يقبل زبيبة [14] . فإذا كان يحمل الطفلة والطفل لم يكن في حمله ما يوجب أن يكون ذلك من خصائصه ، [ بل قد أشركه فيه غيره ] لعلي [15] ، وإنما حمله لعجز عن [ ص: 26 ] حمله ، فهذا يدخل في مناقب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( * علي - * ) وفضيلة من يحمل النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم من فضيلة من يحمله - النبي صلى الله عليه وسلم [16] كما حمله يوم أحد من حمله من الصحابة ، مثل طلحة بن عبيد الله [17] ، فإن هذا نفع النبي [18] - صلى الله عليه وسلم - وذاك نفعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعلوم أن نفعه بالنفس والمال أعظم من انتفاع الإنسان بنفس النبي - صلى الله عليه وسلم - وماله .