الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 24 ] الفصل السادس [1]

                  قال الرافضي [2] : وعن يزيد بن أبي مريم [3] عن علي رضي الله عنه [4] : قال : انطلقت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - [5] حتى أتينا الكعبة ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم : اجلس ، فصعد على منكبي ، فذهبت لأنهض به ، فرأى مني ضعفا ، فنزل وجلس لي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وقال اصعد على منكبي . فصعدت على منكبه [6] . قال : فنهض بي . قال : فإنه تخيل لي [7] أني لو شئت لنلت أفق السماء ، حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس [8] ، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه ، حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم : اقذف به . فقذفت به فتكسر كما تنكسر [9] القوارير ، ثم نزلت [ ص: 25 ] فانطلقت [10] ، أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نستبق حتى توارينا في البيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس .

                  والجواب [11] أن هذا الحديث إن صح فليس فيه شيء من خصائص الأئمة ولا خصائص علي ; فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وهو حامل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع [12] على منكبه ، إذا قام حملها ، وإذا سجد وضعها . وكان إذا سجد جاء الحسن فارتحله ، ويقول : إن ابني ارتحلني [13] وكان يقبل زبيبة الحسن [14] . فإذا كان يحمل الطفلة والطفل لم يكن في حمله لعلي ما يوجب أن يكون ذلك من خصائصه ، [ بل قد أشركه فيه غيره ] [15] ، وإنما حمله لعجز علي عن [ ص: 26 ] حمله ، فهذا يدخل في مناقب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( * وفضيلة من يحمل النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم من فضيلة من يحمله - النبي صلى الله عليه وسلم   - * ) [16] كما حمله يوم أحد من حمله من الصحابة ، مثل طلحة بن عبيد الله [17] ، فإن هذا نفع النبي [18] - صلى الله عليه وسلم - وذاك نفعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعلوم أن نفعه بالنفس والمال أعظم من انتفاع الإنسان بنفس النبي - صلى الله عليه وسلم - وماله .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية