الفصل الثامن [1]
قال الرافضي [2] : وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لعلي : أنت مني وأنا منك . قال
[ ص: 29 ] والجواب أن هذا حديث [3] صحيح أخرجاه في الصحيحين [4] من حديث ، البراء بن عازب علي وجعفر [5] وزيد في ابنة حمزة ، فقضى بها لخالتها ، وكانت تحت جعفر ، وقال : أنت مني وأنا منك . وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخلقي . وقال لزيد أنت أخونا ومولانا لعلي لما تنازع [6] .
لكن هذا اللفظ قد قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - لطائفة من أصحابه ، كما في الصحيحين عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي موسى الأشعري الأشعريين إذا أرملوا في الغزو [7] أو قلت نفقة عيالهم [8] في المدينة [9] جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد ، ثم قسموه بينهم بالسوية . هم مني وأنا منهم إن [10] .
وكذلك قال جليبيب [11] : هو مني وأنا منه . فروى عن في صحيحه مسلم [12] عن أبي برزة قال : [13] له . فأفاء الله عليه ، فقال : لأصحابه : هل تفقدون من أحد ؟ [ ص: 30 ] قالوا : نعم ، فلانا وفلانا [14] . ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نعم ، فلانا وفلانا وفلانا . ثم قال : هل [15] تفقدون من أحد ؟ قالوا : لا . قال : لكني أفقد جليبيبا ، فاطلبوه . فطلبوه [16] في القتلى ، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه . فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقف عليه فقال : قتل سبعة ثم قتلوه . هذا مني وأنا منه ، هذا مني وأنا منه . قال : فوضعه علي على ساعديه ، ليس له إلا ساعدا النبي - صلى الله عليه وسلم - [17] قال : فحفر له فوضع [18] في قبره ولم يذكر غسلا كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مغزى [19] .
فتبين أن قوله : لعلي . ليس من خصائصه ، بل قال ذلك أنت مني وأنا منك للأشعريين ، وقاله لجليبيب . وإذا لم يكن من خصائصه ، بل قد شاركه في ذلك غيره من [20] هو دون الخلفاء [21] الثلاثة في الفضيلة ، لم يكن دالا على الأفضلية [22] ولا على الإمامة .