( فصل ) [1] 
قال الرافضي [2]  : " وقال  أبو بكر   : ليتني في ظلة بني ساعدة  ضربت بيدي على يد [3] أحد الرجلين ، فكان [4] هو الأمير ، وكنت  [ ص: 485 ] الوزير   " . قال [5]  : " وهو يدل على أنه لم يكن صالحا يرتضي لنفسه الإمامة " [6]  . 
والجواب : أن هذا إن كان قاله [7] فهو أدل دليل [8] على أن  عليا  لم يكن هو الإمام ، وذلك أن قائل هذا إنما يقوله خوفا من الله أن يضيع حق الولاية ، وأنه إذا ولى غيره ، وكان وزيرا له ، كان أبرأ لذمته ، فلو كان علي هو الإمام ، لكانت توليته لأحد الرجلين إضاعة للإمامة أيضا ، وكان يكون وزيرا لظالم غيره ، وكان قد باع آخرته بدنيا غيره ، وهذا لا يفعله من يخاف الله ، ويطلب براءة ذمته . 
وهذا كما لو كان الميت قد وصى بديون ، فاعتقد الوارث أن المستحق لها شخص ، فأرسلها إليه مع رسوله ، ثم قال : يا ليتني [9] أرسلتها مع من هو أدين منه ، خوفا أن يكون الرسول الأول مقصرا في الوفاء ، تفريطا أو خيانة . وهناك شخص حاضر يدعي أنه المستحق للدين دون ذلك الغائب ، فلو علم الوارث أنه المستحق ; لكان يعطيه ولا يحتاج إلى الإرسال به إلى ذلك الغائب . 
				
						
						
