الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  ( فصل ) [1]

                  قال الرافضي [2] : " وقال أبو بكر : ليتني في ظلة بني ساعدة ضربت بيدي على يد [3] أحد الرجلين ، فكان [4] هو الأمير ، وكنت [ ص: 485 ] الوزير " . قال [5] : " وهو يدل على أنه لم يكن صالحا يرتضي لنفسه الإمامة " [6] .

                  والجواب : أن هذا إن كان قاله [7] فهو أدل دليل [8] على أن عليا لم يكن هو الإمام ، وذلك أن قائل هذا إنما يقوله خوفا من الله أن يضيع حق الولاية ، وأنه إذا ولى غيره ، وكان وزيرا له ، كان أبرأ لذمته ، فلو كان علي هو الإمام ، لكانت توليته لأحد الرجلين إضاعة للإمامة أيضا ، وكان يكون وزيرا لظالم غيره ، وكان قد باع آخرته بدنيا غيره ، وهذا لا يفعله من يخاف الله ، ويطلب براءة ذمته .

                  وهذا كما لو كان الميت قد وصى بديون ، فاعتقد الوارث أن المستحق لها شخص ، فأرسلها إليه مع رسوله ، ثم قال : يا ليتني [9] أرسلتها مع من هو أدين منه ، خوفا أن يكون الرسول الأول مقصرا في الوفاء ، تفريطا أو خيانة . وهناك شخص حاضر يدعي أنه المستحق للدين دون ذلك الغائب ، فلو علم الوارث أنه المستحق ; لكان يعطيه ولا يحتاج إلى الإرسال به إلى ذلك الغائب .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية