الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وأما قوله : " ولى [1] معاوية الشام ، فأحدث من الفتن ما أحدثه " .

                  فالجواب : أن معاوية إنما ولاه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - . لما مات أخوه يزيد بن أبي سفيان ولاه عمر مكان أخيه . واستمر في ولاية [ ص: 247 ] عثمان ، وزاده عثمان في الولاية . وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سير [2] الولاة ، وكانت رعيته يحبونه [3] .

                  و [ قد ثبت ] في الصحيح [4] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم " [5] .

                  وإنما ظهر الإحداث من معاوية في الفتنة لما قتل عثمان ، ولما قتل عثمان كانت الفتنة شاملة لأكثر الناس ، لم يختص بها معاوية ، بل كان معاوية أطلب للسلامة من كثير منهم ، وأبعد عن [6] الشر من كثير منهم .

                  ومعاوية كان خيرا من الأشتر النخعي ، ومن محمد بن أبي بكر ، ومن عبيد الله [7] بن عمر بن الخطاب ، ومن أبي الأعور السلمي ، [ ومن هاشم بن هاشم بن هاشم المرقال ] [8] ، ومن الأشعث بن قيس الكندي ، ومن بسر [9] بن أبي أرطاة ، وغير هؤلاء من الذين كانوا معه ومع علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية