وأما قوله : " ولى [1] معاوية الشام ، فأحدث من الفتن ما أحدثه " .
فالجواب : إنما ولاه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - . لما مات أخوه معاوية يزيد بن أبي سفيان ولاه أن مكان أخيه . واستمر في ولاية [ ص: 247 ] عمر ، وزاده عثمان في الولاية . وكانت سيرة عثمان مع رعيته من خيار سير معاوية [2] الولاة ، وكانت رعيته يحبونه [3] .
و [ قد ثبت ] في الصحيح [4] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم [5] .
وإنما ظهر الإحداث من في الفتنة لما قتل معاوية ، ولما قتل عثمان كانت الفتنة شاملة لأكثر الناس ، لم يختص بها عثمان ، بل كان معاوية أطلب للسلامة من كثير منهم ، وأبعد عن معاوية [6] الشر من كثير منهم .
كان خيرا من ومعاوية ، ومن الأشتر النخعي ، ومن محمد بن أبي بكر عبيد الله [7] بن عمر بن الخطاب ، ومن أبي الأعور السلمي ، [ ومن هاشم بن هاشم بن هاشم المرقال ] [8] ، ومن الأشعث بن قيس الكندي ، ومن [9] بن أبي أرطاة ، وغير هؤلاء من الذين كانوا معه ومع بسر - رضي الله عنهما - . علي بن أبي طالب