[ ص: 323 ] وأما قوله [1] : " الخلاف الثالث في موته " [2] .
فالجواب : لا ريب أن عمر خفي عليه موته أولا ، ثم أقر به من الغد ، واعترف بأنه كان مخطئا في إنكار موته ، فارتفع الخلاف . وليس لفظ الحديث كما ذكره . ولكن في الصحيحين عن الشهرستاني أن ابن عباس خرج أبا بكر يكلم الناس ، فقال : اجلس يا وعمر ، فأبى أن يجلس ، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر ، فقال عمر : " أما بعد ، فمن كان منكم يعبد أبو بكر محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " . قال الله تعالى : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه ) الآية [ سورة آل عمران : 144 ] قال : والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله قد أنزل هذه الآية حتى تلاها ، فتلقاها أبو بكر [3] الناس كلهم ، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها . فأخبرني ابن المسيب أن قال : " والله ما هو إلا أن سمعت عمر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي ، وحتى أهويت [ ص: 324 ] إلى الأرض حين سمعته تلاها ، علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات " أبا بكر [4] .