الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1449 - عبد الرحمن بن غنم الأشعري ، جاهلي ، كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يره ، ولم يفد عليه ، ولازم معاذ بن جبل منذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن إلى أن مات في خلافة عمر ، يعرف بصاحب معاذ ، لملازمته له ، وسمع من عمر بن الخطاب ، وكان [من ] أفقه أهل الشام ، وهو الذي فقه عامة التابعين بالشام ، وكانت له جلالة وقدر ، وهو الذي عاتب أبا هريرة ، وأبا الدرداء بحمص إذ انصرفا من عند علي رضي الله عنه رسولين لمعاوية ، وكان مما قال لهما : عجبا منكما ، كيف جاز عليكما ما جئتما به ، تدعوان عليا أن يجعلها شورى ، وقد علمتما أنه قد بايعه المهاجرون والأنصار ، وأهل الحجاز والعراق ، وأن من رضيه خير ممن كرهه ، ومن بايعه خير ممن لم يبايعه [ ص: 851 ] .

                                                              وأي مدخل لمعاوية في الشورى ، وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافة ، وهو وأبوه من رءوس الأحزاب ، فندما على مسيرهما وتابا منه بين يديه رضي الله تعالى عنهم .

                                                              ومات عبد الرحمن بن غنم سنة ثمان وسبعين .  روى عنه أبو إدريس الخولاني وجماعة من تابعي أهل الشام .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية