الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1772 - عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان الثقفي، يكنى أبا عبد الله. استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف، فلم يزل عليها حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر رضي الله عنه وسنتين من خلافة عمر رضي الله عنه، ثم عزله عمر رضي الله عنه وولاه سنة خمس عشرة على عمان والبحرين، وسار إلى عمان، ووجه أخاه الحكم بن أبي العاص إلى البحرين، وسار هو إلى توج ففتحها ومصرها، وقتل ملكها شهرك ، وذلك سنة إحدى وعشرين.

                                                              وقال زياد الأعلم: قدم علينا أبو موسى بكتاب عمر رضي الله عنه، فقرأه علينا: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عثمان بن أبي العاص، سلام [عليك] ، أما بعد فإني قد أمددتك بعبد الله بن قيس، فإذا التقيتما فعثمان الأمير، وتطاوعا، [والسلام ] .

                                                              وكان عثمان بن أبي العاص يغزو سنوات في خلافة عمر، وعثمان يغزو صيفا، فيرجع فيشتو بتوج، وعلى يديه كان فتح إصطخر الثانية سنة سبع وعشرين.

                                                              وقيل: بل افتتح إصطخر عبد الله بن عامر سنة تسع وعشرين، فأقطعه عثمان بن عفان اثني عشر ألف جريب.

                                                              سكن عثمان بن أبي العاص البصرة.

                                                              ومات في خلافة معاوية، وأولاده وعقبه أشراف. وروى عنه أهلها وأهل المدينة أيضا، والحسن أروى الناس عنه. وقد قيل: إنه لم يسمع عنه. وعثمان [ ص: 1036 ] بن أبي العاص كان سبب إمساك ثقيف عن الردة حين ارتدت العرب ؛ لأنه قال لهم - حين هموا بالردة: يا معشر ثقيف، كنتم آخر الناس إسلاما، فلا تكونوا أول الناس ردة. وهو القائل: الناكح مغترس، فلينظر أين يضع غرسه، فإن عرق السوء لا بد أن ينزع ولو بعد حين.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية