الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2658 - النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، القرشي العبدي، كان من المهاجرين. وقيل: بل كان من مسلمة الفتح، والأول أكثر وأصح. يكنى أبا الحارث، وأبوه الحارث بن علقمة يعرف بالرهين. ومن ولده محمد بن المرتفع بن النضير بن الحارث، يروي عنه ابن جريج وابن عيينة، وكان للنضير من الولد علي، ونافع، والمرتفع. وكان النضير بن الحارث يكثر الشكر لله على ما من به عليه من الإسلام، ولم يمت على ما مات عليه أخوه وآباؤه، وأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بمائة بعير، فأتاه رجل من بني الديل يبشره بذلك، وقال له: اخدمني منها، فقال النضير: ما أريد أخذها، لأني أحسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعطني ذلك إلا تألفا على الإسلام، وما أريد أن أرتشي على الإسلام. ثم قال:

                                                              والله ما طلبتها، ولا سألتها، وهي عطية من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها وأعطى الديلي منها عشرة، ثم خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس معه في مجلسه، وسأله عن فرض الصلاة وتوقيتها.  قال: فو الله لقد كان أحب إلي من نفسي، وقلت له: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله؟  قال:

                                                              الجهاد، والنفقة في سبيل الله [ ص: 1526 ] .

                                                              وهاجر النضير إلى المدينة، ولم يزل بها حتى خرج إلى الشام غازيا، وحضر اليرموك ، وقتل بها شهيدا، وذلك في رجب سنة خمس عشرة، وكان يعد من حكماء قريش.

                                                              وأما النضر بن الحارث أخوه فقتله علي بن أبي طالب يوم بدر كافرا، قتله بالصفراء صبرا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية