4 - أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي .
قال الزبير : تأخر إسلامه بعد إسلام أخويه خالد وعمرو ، فقال لهما :
ألا ليت ميتا بالصريمة شاهدا لما يفتري في الدين عمرو وخالد أطاعا بها أمر النساء فأصبحا
يعينان من أعدائنا من يكايد
أقبل وأدبر ولا تخف أحدا بنو سعيد أعزة الحرم
خالد وعمرو وسعيد وأبان والحكم بنو سعيد بن العاصي بن أمية بن عبد شمس ، إلا أن الحكم منهم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه فسماه عبد الله ، ولا عقب لواحد منهم إلا العاصي بن سعيد فإن عقب سعيد بن العاصي أبي أحيحة . كلهم منه . ومن ولده سعيد بن العاصي بن سعيد بن العاصي ، والد عمرو بن سعيد الأشدق ، وسيأتي ذكر كل واحد من هؤلاء الخمسة الذين أدركوا الإسلام من ولد أبي أحيحة سعيد بن العاصي في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى .
حدثنا خلف بن قاسم ، حدثنا الحسن بن رشيق ، حدثنا الدولابي محمد بن أحمد بن حماد أبو بشر ، قال حدثنا إبراهيم بن سعيد ، قال حدثنا أبو أسامة ، قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام قال :
لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج في الحديد لا يرى منه إلا عيناه ، وكان يكنى أبا ذات الكرش ، فطعنته بالعنزة في عينه فمات فلقد وضعت رجلي عليه ثم تمطيت فكان الجهد أن نزعتها ، ولقد انثنى طرفها .
واختلف في وقت وفاة أبان بن سعيد ، فقال ابن إسحاق قتل أبان وعمرو ابنا سعيد بن العاصي يوم اليرموك ، ولم يتابع عليه ابن إسحاق ، [ ص: 64 ] وكانت اليرموك يوم الاثنين لخمس مضين من رجب سنة خمسة عشرة في خلافة عمر رضي الله عنه .
وقال موسى بن عقبة : قتل أبان بن سعيد يوم أجنادين ، وهو قول مصعب والزبير ، وأكثر أهل العلم بالنسب وقد قيل : إنه قتل يوم مرج الصفر ، وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه قبل وفاة أبي بكر رضي الله عنه بدون شهر .
ووقعة مرج الصفر في صدر خلافة عمر سنة أربع عشرة . وكان الأمير يوم مرج الصفر خالد بن الوليد ، وكان بأجنادين أمراء أربعة : أبو عبيدة بن الجراح ، وعمرو بن العاص . ويزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، كل على جنده .
وقيل : إن عمرو بن العاص كان عليهم يومئذ ، وكان أبان بن سعيد هو الذي تولى إملاء مصحف عثمان رضي الله عنه على زيد بن ثابت ، أمرهما بذلك عثمان ، ذكر ذلك ابن شهاب الزهري عن خارجة بن ثابت عن أبيه .
روى أبان بن سعيد بن العاصي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : وضع الله عز وجل كل دم في الجاهلية . أو قال : كل دم كان في الجاهلية ، فهو موضوع ، قال أبان : فمن أحدث في الإسلام شيئا أخذناه به .


