قيل مالك بن الحارث . وقيل : بل اسم أبي قيس صرمة بن أبي أنس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار هذا قول وقال ابن إسحاق . قتادة : أبو قيس مالك بن صفرة . والصحيح ما تقدم من قول وقال ابن إسحاق . كان رجلا قد ترهب في الجاهلية ، ولبس المسوح ، وفارق الأوثان ، واغتسل من الجنابة ، وهم بالنصرانية ، ثم أمسك عنها ، ودخل بيتا له ، فاتخذه مسجدا لا يدخل عليه فيه طامث ولا جنب ، وقال : أعبد رب ابن إسحاق : إبراهيم . فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم فحسن إسلامه [ ص: 1736 ] وهو شيخ كبير ، وكان قوالا بالحق ، معظما لله في الجاهلية ، ثم حسن إسلامه ، وكان يقول في الجاهلية أشعارا حسانا يعظم الله تعالى فيها ، وهو الذي يقول :
يقول أبو قيس وأصبح ناصحا ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا أوصيكم بالله والبر والتقى
وأعراضكم والبر بالله أول وإن قومكم سادوا فلا تحسدوهم
وإن كنتم أهل الرئاسة فاعدلوا وإن نزلت إحدى الدواهي بقومكم
فأنفسكم دون العشيرة فاجعلوا وإن يأت غرم قادح فارفقوهم
وما حملوكم في الملمات فاحملوا وإن أنتم أملقتم فتعففوا
وإن كان فضل الخير فيكم فأفضلوا
سبحوا الله شرق كل صباح طلعت شمسه وكل هلال
عالم السر والبيان لدينا ليس ما قال ربنا بضلال
يا بني الأرحام لا تقطعوها وصلوها قصيرة من طوال
واتقوا الله في ضعاف اليتامى ربما يستحل غير الحلال
واعلموا أن لليتيم وليا عالما يهتدي بغير السؤال
ثم مال اليتيم لا تأكلوه إن مال اليتيم يرعاه وال
يا بني النجوم لا تخذلوها إن خذل النجوم ذو عقال
يا بني الأيام لا تأمنوها واحذروا مكرها ومكر الليالي
واجمعوا أمركم على البر والتقوى وترك الخنا وأخذ الحلال