الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              3193 - أبو موسى الأشعري ، عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب ابن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر ، وهو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان . وفي نسبه هذا بعض الاختلاف ، وقد ذكرناه في باب اسمه ، وذكرنا هناك عيونا من أخباره [ ص: 1763 ] .

                                                              وأمه امرأة من بك ، كانت قد أسلمت وماتت بالمدينة . وذكرت طائفة - منهم الواقدي - أن أبا موسى قدم مكة فخالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة ، ثم أسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة ، ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر . قال الواقدي : وأخبرنا خالد بن إلياس ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم ، وكان علامة نسابة ، قال : ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة ، وليس له حلف في قريش ، ولكنه أسلم قديما بمكة ، ثم رجع إلى بلاد قومه ، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين : جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ، ووافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ، فقالوا : قدم أبو موسى مع أهل السفينتين ، وإنما الأمر على ما ذكرنا أنه وافق قدومه [قدومهم ] .

                                                              قال أبو عمر : إنما ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة لأنه نزل أرض الحبشة في حين إقباله مع [سائر ] قومه ، رمت الريح سفينتهم إلى أرض الحبشة ، فبقوا بها ثم خرجوا مع جعفر وأصحابه ، هؤلاء في سفينة وهؤلاء في سفينة ، فكان قدومهم معا من أرض الحبشة فوافوا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر ، فقيل : إنه قسم لجعفر وأصحابه وقسم للأشعريين [لأنه ] قيل : إنه قسم لأهل السفينتين ، وقد روي أنه لم يقسم لهم . ثم ولى عمر بن الخطاب أبا موسى البصرة إذ عزل عنها المغيرة في وقت الشهادة عليه ، وذلك سنة عشرين ، فافتتح أبو موسى الأهواز ، ولم يزل على البصرة إلى صدر من خلافة عثمان ، ثم لما دفع أهل الكوفة [ ص: 1764 ] سعيد بن العاص ولوا أبا موسى وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه فأقره ، فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان ، ثم كان منه بصفين وفي التحكيم ما كان . وكان منحرفا عن علي لأنه عزله ولم يستعمله ، وغلبه أهل اليمن في إرساله في التحكيم فلم يجزه وكان لحذيفة قبل ذلك فيه كلام ، ثم انتقل أبو موسى إلى مكة ومات بها وقيل : إنه مات بالكوفة في داره بجانب المسجد . وقيل سنة اثنتين وأربعين . وقيل : سنة أربع وأربعين ، وقيل : سنة خمسين وقيل : سنة اثنتين وخمسين . ذكره محمد بن سعد ، عن الواقدي ، عن خالد بن إلياس ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم ، قال : مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين . قال محمد بن سعد : وسمعت بعض أهل العلم يقول : إنه مات قبل ذلك بعشر سنين سنة اثنتين وأربعين .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية