الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              4201 - أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                              أمها خديجة بنت خويلد ، ولدتها قبل فاطمة . وقيل رقية رضي الله عنهن فيما ذكره مصعب ، وخالفه أكثر أهل العلم بالأنساب والأخبار في ذلك ، وتابعه قوم ، والاختلاف في الصغرى من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ، والاختلاف في أكبرهن شذوذ ، والصحيح أن أكبرهن زينب ، وقد تقدم في أبوابهن ما يغنى عن إعادته هاهنا .

                                                              وبالله التوفيق .

                                                              ولم يختلفوا أن عثمان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية ، وفي ذلك دليل على ما قاله الذين خالفوا مصعبا في ذلك ، لأن المتعارف تزويج الكبرى قبل الصغرى .

                                                              والله أعلم .

                                                              كانت أم كلثوم تحت عتبة بن أبي لهب ، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما بعث فارقها بأمر أبيه إياه بذلك ، ثم تزوجها عثمان رضي الله عنه بعد موت أختها رقية ، وكان نكاحه إياها في سنة ثلاث من الهجرة بعد موت رقية ، وكان عثمان إذ توفيت رقية قد عرض عليه عمر بن الخطاب حفصة ابنته ليتزوجها ، فسكت عثمان عنه لأنه قد كان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألا أدل عثمان على من هو خير له منها؟ وأدلها على من هو خير لها من عثمان؟ فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وزوج عثمان أم كلثوم ، فتوفيت عنده ولم تلد منه ، وكان نكاحه لها في ربيع الأول ، وبنى عليها في جمادى الآخرة من السنة الثالثة من الهجرة ، وتوفيت في سنة تسع من الهجرة ، وصلى عليها أبوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل في حفرتها علي والفضل ، وأسامة بن زيد .

                                                              وقد روي أن أبا طلحة الأنصاري استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل [ ص: 1953 ] معهم في قبرها ، فأذن له ، وغسلتها أسماء بنت عميس ، وصفية بنت عبد المطلب ، وهي التي شهدت أم عطية غسلها ، وحكت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك -  الحديث .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية