4201 - أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أمها خديجة بنت خويلد ، ولدتها قبل فاطمة . وقيل رقية رضي الله عنهن فيما ذكره مصعب ، وخالفه أكثر أهل العلم بالأنساب والأخبار في ذلك ، وتابعه قوم ، والاختلاف في الصغرى من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ، والاختلاف في أكبرهن شذوذ ، والصحيح أن أكبرهن زينب ، وقد تقدم في أبوابهن ما يغنى عن إعادته هاهنا .
وبالله التوفيق .
ولم يختلفوا أن عثمان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية ، وفي ذلك دليل على ما قاله الذين خالفوا مصعبا في ذلك ، لأن المتعارف تزويج الكبرى قبل الصغرى .
والله أعلم .
كانت أم كلثوم تحت عتبة بن أبي لهب ، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما بعث فارقها بأمر أبيه إياه بذلك ، ثم تزوجها عثمان رضي الله عنه بعد موت أختها رقية ، وكان نكاحه إياها في سنة ثلاث من الهجرة بعد موت رقية ، وكان عثمان إذ توفيت رقية قد عرض عليه عمر بن الخطاب حفصة ابنته ليتزوجها ، فسكت عثمان عنه لأنه قد كان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألا أدل عثمان على من هو خير له منها؟ وأدلها على من هو خير لها من عثمان؟ فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وزوج عثمان أم كلثوم ، فتوفيت عنده ولم تلد منه ، وكان نكاحه لها في ربيع الأول ، وبنى عليها في جمادى الآخرة من السنة الثالثة من الهجرة ، وتوفيت في سنة تسع من الهجرة ، وصلى عليها أبوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل في حفرتها علي والفضل ، وأسامة بن زيد .
وقد روي أن أبا طلحة الأنصاري استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل [ ص: 1953 ] معهم في قبرها ، فأذن له ، وغسلتها أسماء بنت عميس ، وصفية بنت عبد المطلب ، وهي التي شهدت أم عطية غسلها ، وحكت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك - الحديث .


