قال هو ابن إسحاق: حنظلة بن أبي عامر، واسم أبي عامر عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة ويقال: اسم أبي عامر الراهب عبد عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة. ويقال: ابن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد [بن مالك بن] عوف بن عمرو بن عوف [بن مالك بن الأوس بن حارثة الأنصاري الأوسي] وأبوه أبو عامر، كان يعرف بالراهب في الجاهلية، وكان هو وعبد الله بن أبي بن سلول قد نفسا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الله به عليه.
فأما عبد الله بن أبي بن سلول فآمن ظاهره وأضمر النفاق، وأما أبو عامر فخرج إلى مكة، ثم قدم مع قريش يوم أحد محاربا، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عامر الفاسق، فلما فتحت مكة لحق بهرقل هاربا إلى الروم، فمات كافرا عند هرقل، وكان معه هناك كنانة بن عبد ياليل وعلقمة بن علاثة، فاختصما في ميراثه إلى هرقل، فدفعه إلى كنانة بن عبد ياليل، وقال لعلقمة: هما من أهل المدر، وأنت من أهل الوبر.
[ ص: 381 ]
وكانت وفاة أبي عامر الراهب عند هرقل في سنة تسع. وقيل في سنة عشر من الهجرة.
وأما حنظلة ابنه فهو المعروف قتل يوم بغسيل الملائكة، أحد شهيدا، قتله وقال أبو سفيان بن حرب، حنظلة بحنظلة، يعني بابنه حنظلة المقتول ببدر : وقيل. بل قتله شداد بن الأسود بن شعوب الليثي.
وقال بارز مصعب الزبيري: أبو سفيان بن حرب حنظلة بن أبي عامر الغسيل، فصرعه حنظلة، فأتاه ابن شعوب وقد علاه حنظلة فأعانه حتى قتل حنظلة، فقال أبو سفيان :
ولو شئت نجتني كميت طمرة ولم أحمل النعماء لابن شعوب
في أبيات كثيرة.وذكر أهل السيرة أن حنظلة الغسيل كان قد ألم بأهله في حين خروجه إلى أحد، ثم هجم عليه من الخروج في النفير ما أنساه الغسل، وأعجله عنه، فلما قتل شهيدا أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الملائكة غسلته. وروى حماد بن سلمة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة هشام بن عروة، حنظلة بن أبي عامر الأنصاري: ما كان شأنه؟ قالت: كان جنبا وغسلت أحد شقي رأسه، فلما سمع الهيعة خرج فقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت الملائكة تغسله. وابنه عن ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد ذكرناه في باب العبادلة من هذا الكتاب. عبد الله بن حنظلة،
[ ص: 382 ]
حدثنا حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، محمد بن عبد السلام الخشني، قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم البغدادي الدورقي، قال حدثنا عن عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: افتخرت أنس، الأوس فقالوا: منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب، ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين ومنا من اهتز بموته عرش الرحمن خزيمة بن ثابت، فقال سعد بن معاذ. الخزرجيون: منا أربعة قرؤوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقرأه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد، ومعاذ بن جبل. وأبي بن كعب.
قال رحمه الله: يعني لم يقرأه كله أحد منكم يا معشر أبو عمر الأوس، ولكن قد قرأه جماعة من غير الأنصار، منهم عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وغيرهم. وعبد الله بن عمرو بن العاص،