الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم قال: سلام على إل ياسين  فجعله بالنون والعجمي من الأسماء قد يفعل به هذا العرب. تقول: ميكال وميكائيل وميكائل وميكائين بالنون. وهي في بني أسد يقولون: هذا إسماعين قد جاء، بالنون، وسائر العرب باللام. قال: وأنشدني بعض بني نمير لضب صاده بعضهم:


                                                                                                                                                                                                                                      يقول أهل السوق لما جينا هذا ورب البيت إسرائينا



                                                                                                                                                                                                                                      فهذا وجه لقوله: إلياسين. وإن شئت ذهبت بإلياسين إلى أن تجعله جمعا. فتجعل أصحابه [ ص: 392 ] داخلين في اسمه، كما تقول للقوم رئيسهم المهلب: قد جاءتكم المهالبة والمهلبون، فيكون بمنزلة قوله:

                                                                                                                                                                                                                                      الأشعرين والسعدين وشبهه. قال الشاعر:

                                                                                                                                                                                                                                      أنا ابن سعد سيد السعدينا

                                                                                                                                                                                                                                      وهو في الاثنين أكثر: أن يضم أحدهما إلى صاحبه إذا كان أشهر منه اسما كقول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      جزاني الزهدمان جزاء سوء     وكنت المرء يجزى بالكرامه



                                                                                                                                                                                                                                      واسم أحدهما زهدم. وقال الآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      جزى الله فيها الأعورين ذمامة     وفروة ثغر الثورة المتضاجم



                                                                                                                                                                                                                                      واسم أحدهما أعور:

                                                                                                                                                                                                                                      وقد قرأ بعضهم (وإن اليأس) يجعل اسمه يأسا، أدخل عليه الألف واللام. ثم يقرؤون (سلام على آل ياسين) جاء التفسير في تفسير الكلبي على آل ياسين: على آل محمد .

                                                                                                                                                                                                                                      والأول أشبه بالصواب- والله أعلم- لأنها في قراءة عبد الله (وإن إدريس لمن المرسلين) (سلام على إدراسين) وقد يشهد على صواب هذا قوله: وشجرة تخرج من طور سيناء ثم قال في موضع آخر وطور سينين وهو معنى واحد وموضع واحد والله أعلم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية