وقوله: أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار
يقال: كيف اجتمع استفهامان في معنى واحد؟ يقال: هذا مما يراد به استفهام واحد فيسبق الاستفهام إلى غير موضعه يرد الاستفهام إلى موضعه الذي هو له. وإنما المعنى- والله أعلم-: أفأنت تنقذ من حقت عليه كلمة العذاب. ومثله من غير الاستفهام قوله: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون فرد (أنكم) مرتين، والمعنى- والله أعلم-: أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم وكنتم ترابا. ومثله قوله: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم فرد (تحسبن) مرتين ومعناهما- والله أعلم- لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا بمفازة من العذاب. ومثله كثير في التنزيل وغيره من كلام العرب.