الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إنه فكر وقدر   [ ص: 202 ]

                                                                                                                                                                                                                                      فذكروا أنه جمع رؤساء أهل مكة فقال : إن الموسم قد دنا ، وقد فشا أمر هذا الرجل في الناس ، ما أنتم قائلون فيه للناس ؟ قالوا : نقول : مجنون . قال : إذا يؤتى فيكلم ، فيرى عاقلا صحيحا ، فيكذبوكم ، قالوا : نقول : شاعر . قال : فهم عرب قد رووا الأشعار وعرفوها ، وكلام محمد لا يشبه الشعر ، قالوا : نقول : كاهن ، قال : فقد عرفوا الكهنة ، وسألوهم ، وهم لا يقولون :

                                                                                                                                                                                                                                      يكون كذا وكذا إن شاء الله ، ومحمد لا يقول لكم شيئا إلا قال : إن شاء الله ، ثم قام ، فقالوا :

                                                                                                                                                                                                                                      صبأ الوليد . يريدون أسلم الوليد . فقال ابن أخيه أبو جهل : أنا أكفيكم أمره ، فأتاه فقال : إن قريشا تزعم أنك قد صبوت وهم يريدون : أن يجمعوا لك مالا يكفيك مما تريد أن تأكل من فضول أصحاب محمد- صلى الله عليه- فقال : ويحك! والله ما يشبعون ، فكيف ألتمس فضولهم مع أني أكثر قريش مالا ؟ ولكني فكرت في أمر محمد - صلى الله عليه- ، وماذا نرد على العرب إذا سألتنا ، فقد عزمت على أن أقول : ساحر .
                                                                                                                                                                                                                                      فهذا تفسير قوله : إنه فكر وقدر القول في محمد صلى الله عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية