وهم الملائكة ، واحدهم سافر ، والعرب تقول : سفرت بين القوم إذا أصلحت بينهم ، فجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي الله تبارك وتعالى وتأديبه كالسفير الذي يصلح بين القوم ، قال الشاعر
وما أدع السفارة بين قومي وما أمشي يغش إن مشيت
[ ص: 237 ] والبررة : الواحد منهم في قياس العربية بار لأن العرب لا تقول : فعلة ينوون به الجمع إلا والواحد منه فاعل مثل : كافر وكفرة ، وفاجر وفجرة . فهذا الحكم على واحده بار ، والذي تقول العرب :رجل بر ، وامرأة برة ، ثم جمع على تأويل فاعل ، كما قالوا : قوم خيرة بررة . سمعتها من بعض العرب ، وواحد الخيرة : خير ، والبررة : بر . ومثله : قوم سراة ، واحدهم : سري . كان ينبغي أن يكون ساريا . والعرب إذا جمعت : ساريا جمعوه بضم أوله فقالوا : سراة وغزاة . فكأنهم إذ قالوا : سراة : كرهوا أن يضموا أوله . فيكون الواحد كأنه سار ، فأرادوا أن يفرقوا بفتحة أول سراة بين : السري والساري .