الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل : بأيدي سفرة  

                                                                                                                                                                                                                                      وهم الملائكة ، واحدهم سافر ، والعرب تقول : سفرت بين القوم إذا أصلحت بينهم ، فجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي الله تبارك وتعالى وتأديبه كالسفير الذي يصلح بين القوم ، قال الشاعر


                                                                                                                                                                                                                                      وما أدع السفارة بين قومي وما أمشي يغش إن مشيت

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 237 ] والبررة : الواحد منهم في قياس العربية بار لأن العرب لا تقول : فعلة ينوون به الجمع إلا والواحد منه فاعل مثل : كافر وكفرة ، وفاجر وفجرة . فهذا الحكم على واحده بار ، والذي تقول العرب :

                                                                                                                                                                                                                                      رجل بر ، وامرأة برة ، ثم جمع على تأويل فاعل ، كما قالوا : قوم خيرة بررة . سمعتها من بعض العرب ، وواحد الخيرة : خير ، والبررة : بر . ومثله : قوم سراة ، واحدهم : سري . كان ينبغي أن يكون ساريا . والعرب إذا جمعت : ساريا جمعوه بضم أوله فقالوا : سراة وغزاة . فكأنهم إذ قالوا : سراة : كرهوا أن يضموا أوله . فيكون الواحد كأنه سار ، فأرادوا أن يفرقوا بفتحة أول سراة بين : السري والساري .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية