الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عز وجل : ثم أماته فأقبره  جعله مقبورا ، ولم يجعله ممن يلقى للسباع والطير ، ولا ممن يلقى في النواويس ، كأن القبر مما أكرم المسلم به ، ولم يقل : فقبره لأن القابر هو الدافن بيده ، والمقبر : الله تبارك وتعالى لأنه صيره ذا قبر ، وليس فعله كفعل الآدمي . والعرب تقول : بترت ذنب البعير ، والله أبتره .

                                                                                                                                                                                                                                      وعضبت قرن الثور ، والله أعضبه ، وطردت فلانا عني ، والله أطرده صيره طريدا ، ولو قال قائل :

                                                                                                                                                                                                                                      فقبره ، أو قال في الآدمي : أقبره إذا وجهه لجهته صلح ، وكان صوابا ألا ترى أنك تقول : قتل فلان أخاه ، فيقول الآخر : الله قتله . والعرب تقول : هذه كلمة مقتلة مخيفة إذا كانت من قالها قتل قيلت هكذا ، ولو قيل فيها : قاتلة خائفة كان صوابا ، كما تقول : هذا الداء قاتلك [ ص: 238 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية