وقوله: الذين أجرموا صغار عند الله أي من عند الله، كذلك قال المفسرون. وهو في العربية كما تقول: سيأتيني رزق عندك، كقولك: سيأتيني الذي عند الله. سيصيبهم الصغار الذي عنده، ولمحمد صلى الله عليه وسلم أن ينزله بهم. ولا يجوز في العربية أن تقول: جئت عند زيد، وأنت تريد: من عند زيد.
وقد يكون قوله: صغار عند الله أنهم اختاروا الكفر تعززا وأنفة من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فجعل الله ذلك صغارا عنده.
وقوله: فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله [من ] ومن في موضع رفع بالهاء التي عادت عليهما من ذكرهما.
وقوله: يجعل صدره ضيقا حرجا قرأها ابن عباس (حرجا) . وقرأها الناس: حرجا. والحرج- فيما فسر وعمر - الموضع الكثير الشجر الذي لا تصل إليه الراعية. قال: فكذلك صدر الكافر لا تصل إليه الحكمة. وهو في كسره وفتحه [ ص: 354 ] بمنزلة الوحد والوحد، والفرد والفرد، والدنف والدنف: تقوله العرب في معنى واحد. ابن عباس
وقوله: كأنما يصعد في السماء يقول: ضاق عليه المذهب فلم يجد إلا أن يصعد في السماء وليس يقدر. وتقرأ كأنما يصاعد يريد يتصاعد، (ويصعد) مخففة.