الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: الذين أجرموا صغار عند الله  أي من عند الله، كذلك قال المفسرون. وهو في العربية كما تقول: سيأتيني رزق عندك، كقولك: سيأتيني الذي عند الله. سيصيبهم الصغار الذي عنده، ولمحمد صلى الله عليه وسلم أن ينزله بهم. ولا يجوز في العربية أن تقول: جئت عند زيد، وأنت تريد: من عند زيد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد يكون قوله: صغار عند الله أنهم اختاروا الكفر تعززا وأنفة من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فجعل الله ذلك صغارا عنده.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله [من ] ومن في موضع رفع بالهاء التي عادت عليهما من ذكرهما.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يجعل صدره ضيقا حرجا قرأها ابن عباس وعمر (حرجا) . وقرأها الناس: حرجا. والحرج- فيما فسر ابن عباس - الموضع الكثير الشجر الذي لا تصل إليه الراعية. قال: فكذلك صدر الكافر لا تصل إليه الحكمة. وهو في كسره وفتحه [ ص: 354 ] بمنزلة الوحد والوحد، والفرد والفرد، والدنف والدنف: تقوله العرب في معنى واحد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: كأنما يصعد في السماء يقول: ضاق عليه المذهب فلم يجد إلا أن يصعد في السماء وليس يقدر. وتقرأ كأنما يصاعد يريد يتصاعد، (ويصعد) مخففة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية