الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم  ثم قال: أولئك بعضهم أولياء بعض في المواريث، كانوا يتوارثون دون قراباتهم ممن لم يهاجر.

                                                                                                                                                                                                                                      وذلك قوله والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم يريد: من مواريثهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وكسر الواو في الولاية أعجب إلي من فتحها لأنها إنما تفتح أكثر من ذلك إذا كانت [ ص: 419 ] في معنى النصرة، وكان الكسائي يفتحها ويذهب بها إلى النصرة، ولا أراه علم التفسير. ويختارون في وليه ولاية الكسر، وقد سمعناهما بالفتح والكسر في معناهما جميعا، وقال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      دعيهم فهم ألب علي ولاية وحفرهم أن يعلموا ذاك دائب



                                                                                                                                                                                                                                      ثم نزلت بعد:

                                                                                                                                                                                                                                      والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض فتوارثوا، ونسخت هذه الآخرة الآية التي قبلها. وذلك أن قوله: إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير : إلا تتوارثوا على القرابات تكن فتنة. وذكر أنه في النصر: إلا تتناصروا تكن فتنة [ ص: 420 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية