الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: أسآر سباع البهائم  نجسة في إحدى الروايتين ، وفي الأخرى طاهرة ، كقول مالك ، والشافعي .

                                                              لنا: حديث ابن عمر المتقدم إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا ، احتجوا بأربعة أحاديث: أحدها قوله عليه السلام: الماء طهور لا ينجسه إلا ما غير لونه. وقد تقدم الحديث.

                                                              الحديث الثاني:

                                                              46 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا أبو طاهر بن يوسف ، أنبأنا أبو بكر بن بشران ، حدثنا الدارقطني ، قال حدثني الحسن بن أحمد بن صالح ، حدثنا علي بن الحسن بن هارون البلدي ، حدثنا إسماعيل بن الحسن الحراني ، قال حدثنا أيوب بن خالد الحراني ، حدثنا محمد بن علوان ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فسار ليلا ، فمروا على رجل جالس عند مقراة له فقال عمر يا صاحب المقراة أولغت السباع الليلة في مقراتك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا صاحب المقراة لا تخبره ، هذا متكلف لها ما حملت في بطونها ولنا ما بقي شراب وطهور. قال ابن عدي أيوب بن خالد حدث عن الأوزاعي بالمناكير الحديث الثالث.

                                                              47 - وبالإسناد حدثنا الدارقطني ، قال حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا أبو سيار محمد بن عبد الله بن المستورد ، قال حدثني أحمد بن عمرو بن السراج ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحياض التي تكون فيما بين مكة والمدينة فقيل له إن الكلاب والسباع ترد عليها ، فقال: لها ما أخذت في بطونها ، ولنا ما بقي شراب وطهور.   عبد الرحمن بن زيد [ ص: 67 ] ضعيف بإجماعهم ، ضعفه أحمد بن حنبل ، وعلي بن المديني ، وأبو داود ، وأبو زرعة الرازي ، والدارقطني ، وقال ابن حيان كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم ، فيرفع المراسيل ، ويسند المواقيف ، فاستحق الترك.

                                                              الحديث الرابع:

                                                              48 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا أبو طاهر ، قال أنبأنا ابن بشران ، قال حدثنا الدارقطني ، حدثنا أبو بكر النيسابوري ، حدثنا الربيع بن سليمان ، قال أنبأنا الشافعي ، حدثنا سعيد بن سالم ، عن ابن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين عن أبيه ، عن جابر ، قال قيل لرسول الله أنتوضأ بما أفضلت الحمر ؟ قال: وبما أفضلت السباع.  قال ابن حبان: داود بن الحصين حدث عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ، تجب مجانبة روايته ، وقد روى هذا الحديث عنه رجلان: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، قال البخاري : عنده مناكير ، وقال النسائي : ضعيف ، وقال يحيى : ليس بشيء. والثاني: إبراهيم بن أبي يحيى ، وقد كذبه مالك ، ويحيى بن معين ، وقال الدارقطني : هو متروك .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية