الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
102 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

أنه سأل رجلا، فقال: ما تدعو في صلاتك؟ فقال الرجل: "أدعو بكذا وكذا، وأسأل ربي الجنة، وأتعوذ به من النار، فأما دندنتك، ودندنة معاذ، فلا نحسنها".  

قال: حدثنيه عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن أبي صالح، و"ليث" عن "مجاهد". قال "ابن إدريس" قال "الأعمش" في حديثه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "حولهما ندندن".  

قال: وقال "ليث": "عنهما ندندن".  

قال أبو عبيد، الدندنة: أن يتكلم الرجل بالكلام تسمع نغمته به، ولا تفهمه عنه؛ لأنه يخفيه [ ص: 328 ] .

وإنما أراد أن هذا الذي تسمعه منا، إنما هو من أجل الجنة والنار، فهذه الدندنة. والهينمة نحو من تلك، وهي أخفى منها.

ومن ذلك حديث "عمر [ - رضي الله عنه - ] الذي يروى عنه في إسلامه: "أنه أتى منزل أخته "فاطمة" امرأة "سعيد بن زيد"، وعندها "خباب" وهو يعلمها سورة "طه" فاستمع على الباب، فلما دخل، قال: "ما هذه الهينمة التي سمعت"؟

يقال منه: هينم الرجل يهينم هينمة.

وكذلك هتملت هتملة بمعناها.

وقال "الكميت":


ولا أشهد الهجر والقائليه إذا هم بهينمة هتملوا



التالي السابق


الخدمات العلمية