135 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم".
قوله: الرجس النجس، زعم الفراء أنهم إذا بدأوا بالنجس، ولم يذكروا الرجس، فتحوا النون والجيم، وإذا بدأوا بالرجس، ثم أتبعوه النجس، كسروا النون.
وقوله: الخبيث المخبث، فالخبيث: هو ذو الخبث في نفسه، والمخبث: هو الذي أصحابه وأعوانه خبثاء [ ص: 416 ] .
وهذا مثل قولهم: فلان قوي مقر، فالقوي في بدنه، والمقوي: أن تكون دابته قوية، قال ذلك "الأحمر".
وكذلك قولهم: هو ضعيف مضعف، فالضعيف في بدنه، والمضعف في دابته، وعلى هذا كلام العرب.
وقد يكون المخبث أيضا أن يخبث غيره: أي يعلمه الخبث، ويفسده.
وأما الحديث الآخر: "أنه كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".
قال: حدثناه هشيم، وابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم
قوله: الخبث: يعني الشر، وأما الخبائث: فإنها الشياطين.
وأما الخبث بفتح الخاء والباء - فما تنفي النار من رديء الفضة والحديد.
ومنه الحديث المرفوع: "إن الحمى تنفي الذنوب كما ينفي الكير الخبث" [ ص: 417 ] .


