الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
184 - وقال " أبو عبيد " في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في الشبرم، ورآه عند "أسماء بنت عميس" وهي تريد أن تشربه فقال: "إنه حار جار" وأمرها "بالسنا"  

[ ص: 141 ] وبعضهم يرويه: "حار يار ".

وأكثر كلامهم بالياء.

قال "الكسائي" وغيره: حار من الحرارة، ويار إتباع كقولهم: عطشان نطشان.

": وجائع نائع

": وحسن بسن.

ومثله كثير في الكلام.

وإنما سمي إتباعا؛ لأن الكلمة الثانية إنما هي تابعة للأولى على [ ص: 142 ] وجه التوكيد لها، وليس يتكلم بالثانية منفردة، فلهذا قيل: إتباع

وأما حديث "آدم" - صلى الله عليه وسلم - حين قتل ابنه، فمكث مائة سنة لا يضحك، ثم قيل له:

"حياك الله وبياك

فقال: وما بياك؟

قيل: "أضحكك"

قال: حدثناه " يزيد " عن "حسام بن مصك" عن "عمار الدهني" عن "سعيد بن جبير" أو [عن] "سالم بن أبي الجعد" [ ص: 143 ] شك " أبو عبيد " - فإن بعض الناس يقول في بياك [إنما] هو إتباع.

وهو عندي على ما جاء تفسيره في الحديث أنه ليس بإتباع. وذلك أن الإتباع لا يكاد يكون بالواو، وهذا بالواو.

ومن ذلك قول العباس [بن عبد المطلب] في زمزم:

"إني لا أحلها لمغتسل، وهي لشارب حل وبل" [ ص: 144 ] ويقال: إنه أيضا إتباع، وليس هو عندي كذلك لمكان الواو.

قال: وأخبرني "الأصمعي" عن "المعتمر بن سليمان" أنه قال: بل هو مباح بلغة "حمير ".

قال [" أبو عبيد "]: ويقال: بل: شفاء من قولهم: [قد] بل الرجل من مرضه وأبل: إذا برأ [ ص: 145 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية