الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
233 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "المكيال مكيال أهل المدينة، والميزان ميزان أهل مكة"   [ ص: 352 ] .

قال "أبو عبيد ": [وقد اختلف في هذا الحديث] ، فبعضهم يقول:

الميزان ميزان [أهل] "المدينة" [ ص: 353 ] .

والمكيال مكيال أهل "مكة ".

قال: حدثنيه "أبو المنذر إسماعيل بن عمر" عن "سفيان" عن "حنظلة" عن "طاووس" عن "ابن عمر" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

يقال: إن هذا الحديث أصل لكل شيء من الكيل والوزن إنما يأتم الناس فيهما بأهل "مكة" وأهل "المدينة" وإن تغير ذلك في سائر الأمصار.

ألا ترى أن أصل التمر "بالمدينة" كيل، وقد صار وزنا في كثير من الأمصار.

وأن السمن عندهم وزن، وهو كيل في بعض الأمصار.

فلو أسلم رجل تمرا في حنطة لم يصلح؛ لأنه كيل في كيل.

وكذلك السمن إذا أسلمه فيما يوزن لم يصلح؛ لأنه وزن في وزن [ ص: 354 ] .

والذى يعرف به أصل الكيل والوزن أن كل ما لزمه اسم المختوم، والقفيز، والمكوك، والمد، والصاع، فهو كيل.

وكل ما لزمه اسم الأرطال والأواقي، فهو وزن.

ألا تسمع حديث "عمر" [ - رضي الله عنه - ] في الأواقي حين قال في عام الرمادة وكان يأكل الخبز بالزيت، فقرقر بطنه، [ ص: 355 ] فقال: " قرقر ما شئت! فلا يزال هذا دأبك ما دام السمن يباع بالأواقي.

فهذا يبين أن أصل السمن وزن، إلا أن يريد بالأرطال المكاييل، فإن المكيال قد يسمى رطلا.

التالي السابق


الخدمات العلمية