الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
27 - [و] قال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"أنا فرطكم على الحوض"   [ ص: 172 ] .

قال: حدثناه إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل مؤدب آل [أبي] عبيد الله، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت جندب بن سفيان، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أنا فرطكم على الحوض".  

وقال بعضهم: جندب بن عبد الله، وهو هذا.

قال الأصمعي : الفرط والفارط: المتقدم في طلب الماء، يقول: أنا أتقدمكم إليه.

ويقال: منه: فرطت القوم فأنا أفرطهم، وذلك إذا تقدمهم ؛ ليرتاد لهم الماء، ومن هذا قولهم في الدعاء في الصلاة على الصبي [الميت] : اللهم اجعله لنا فرطا: أي أجرا متقدما، [و] قال الشاعر:


فأثار فارطهم غطاطا جثما أصواته كتراطن الفرس

[ ص: 173 ] يعني أنه لم يجد في الركية ماء، إنما وجد غطاطا، وهو القطا، وجمع الفارط فراط، قال القطامي:


فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا     كما تعجل فراط لوراد

[و] قال أبو عبيد: يقال: صحاب وصحابة وصحبة وصحب، فإذا كسرت الصاد فلا هاء فيه. ويقال: أفرطت الشيء: [أي] نسيته [وأخرته] ، قال الله تبارك وتعالى - : وأنهم مفرطون

وفرط الرجل في القول: [إذا تعجل] ، قال الله [ - تبارك وتعالى] : إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى

التالي السابق


الخدمات العلمية