307 - قال في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أبو عبيد" " فاتحة الكتاب، فقال: "أبي [بن كعب]
"والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، إنها للسبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته" أنه قرأ عليه [ ص: 602 ] .
قال: حدثناه عن "إسماعيل بن جعفر" عن "أبيه" عن "العلاء بن عبد الرحمن" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أبي هريرة"
قال وجدت المثاني على ما جاء في الآثار، وتأويل القرآن في ثلاثة أوجه فهي في أحدها: القرآن كله [ ص: 603 ] . "أبو عبيد ":
منها قول الله - تبارك وتعالى - : الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه ". فوقع المعنى على القرآن كله.
قال ويقال: إنما سمي المثاني؛ لأن القصص والأنباء ثنيت فيه. "أبو عبيد ":
ومنه هذا الحديث أيضا، ألا تسمع إلى قوله: "إنها للسبع من المثاني" [ ص: 604 ] .
يريد تأويل قوله [ - تعالى - ] : ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ".
فالمعنى - والله أعلم - أنها السبع الآيات من القرآن [ ص: 605 ] .
وهي في العدد ست، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "سبع ".
ويروى أن السابعة "بسم الله الرحمن الرحيم" فإنها تعد آية في فاتحة الكتاب خاصة يحقق ذلك حديث "ابن عباس ":
قال: حدثناه عن "حجاج" عن "أبيه" عن "ابن جريج" عن "سعيد بن جبير" في قوله: "ابن عباس" ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال: هي فاتحة الكتاب. قال: وقرأها علي وعد فيها "بسم الله الرحمن الرحيم ". "ابن عباس"
فقلت لأبي: أأخبرك عن "سعيد بن جبير" أن "بسم الله الرحمن الرحيم" آية من كتاب الله؟ "ابن عباس"
قال: نعم [ ص: 606 ] .
قال "أبو عبيد ": فهذا أحد الوجوه من المثاني، أنه القرآن كله.
وقال بعض الناس [بل] فاتحة الكتاب هي السبع من المثاني.
واحتج بأنها تثنى في الصلاة في كل ركعة.
وفي وجه آخر: [ ص: 607 ] قال: حدثنا أن المثاني ما كان دون المئين، وفوق المفصل من السور "جرير" عن عن "منصور" "إبراهيم" قال:
قدم "علقمة" "مكة "، فطاف بالبيت أسبوعا، فصلى عند المقام ركعتين قرأ فيهما بالسبع الطول.
ثم طاف أسبوعا، ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمئين.
ثم طاف أسبوعا، ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمثاني [ ص: 608 ] .
ثم طاف أسبوعا، ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمفصل.
ومن ذلك حديث [رضي الله عنهما] حين قال "ابن عباس" "لعثمان ":
"ما حملكم على أن عمدتم إلى "سورة براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" وجعلتموها. في السبع الطول؟
فقال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا [ ص: 609 ] أنزلت عليه السورة، أو الآية، يقول: "اجعلوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا" وتوفي رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] ولم يبين لنا. "عثمان ":
قال أحسبه قال: "أين نضعها"؟ "أبو عبيد ":
وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فلذلك قرنت بينهما.
قال فالمثاني في هذين الحديثين تأويلهما: ما نقص من المئين [ ص: 610 ] . "أبو عبيد ":