308 - قال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه قال: "بئس ما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، ليس هو نسيها، ولكن نسي.
واستذكروا القرآن، فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها" [ ص: 611 ] .
قال: حدثناه "الأبار محمد بن عبد الرحمن" عن "منصور ": عن "أبي وائل" عن "عبد الله يرفعه.
قال "أبو عبيد ": يقال: إن وجه هذا الحديث إنما هو التارك لتلاوة القرآن الجافي عنه [ ص: 612 ] .
ومما يبين ذلك قوله: "واستذكروا القرآن ".
وفي حديث آخر: "تعهدوا القرآن ".
فليس يقال هذا إلا للتارك.
وكذلك حديث "الضحاك [بن مزاحم] ":
قال: حدثنا "ابن المبارك" عن "عبد العزيز بن أبي رواد" قال: "سمعت الضحاك بن مزاحم" يقول: ما من أحد تعلم القرآن، ثم نسيه إلا بذنب يحدثه؛ لأن الله [ - تبارك وتعالى - ] يقول: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم" وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب [ ص: 613 ] .
قال "أبو عبيد ": إنما هذا على الترك، فأما الذي هو دائب في تلاوته حريص على حفظه، إلا أن النسيان يغلبه، فليس من ذاك في شيء.
ومما يحقق ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينسى الشيء من القرآن حتى يذكره.
من ذلك حديث "عائشة" - رضي الله عنها - .
قال: حدثنيه "أبو معاوية" عن "هشام بن عروة" عن "أبيه" عن "عائشة" - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع قراءة رجل في المسجد، فقال:
"ما له - رحمه الله - : لقد أذكرني آيات كنت أنسيتها من سورة [ ص: 614 ] كذا وكذا" [ ص: 615 ] .


