الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
31 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"أنه نهى عن حلوان الكاهن"   .

قال: حدثناه ابن مهدي، عن مالك ، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن [ ص: 181 ] الحارث بن هشام، عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

قال: وحدثناه الواقدي عن معمر بإسناده

قال الأصمعي: الحلوان: هو ما يعطاه الكاهن، ويجعل له على كهانته.

يقال منه: حلوت الرجل [أحلوه] حلوانا: إذا حبوته بشيء، وأنشد [نا] الأصمعي لأوس بن حجر يذم رجلا


كأني حلوت الشعر يوم مدحته صفا صخرة صماء يبسا بلالها

    ألا تقبل المعروف مني تعاورت
منولة أسيافا عليك ظلالها

فجعل الشعر حلوانا مثل العطاء، ومنولة أم شمخ وعدي ابني فزارة، وأظن مازنا أيضا.

[و] قال أبو عبيدة: الحلوان: الرشوة والرشوة [ ص: 182 ] يقال منه حلوت: أي رشوت، قال الشاعر:


فمن راكب أحلوه رحلا وناقة     يبلغ عني الشعر إذ مات قائله

[و] قال غيره: والحلوان أيضا أن يأخذ الرجل من مهر ابنته لنفسه، قال: وهذا عار عند العرب، قالت امرأة تمدح زوجها:


لا يأخذ الحلوان من بناتيا



التالي السابق


الخدمات العلمية