الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
359 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - في كتابه "لأكيدر":

"هذا كتاب من "محمد" رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] " لأكيدر "  حين أجاب إلى الإسلام، وخلع الأنداد والأصنام مع "خالد ابن الوليد" سيف الله في "دومة" الجندل وأكنافها. إن لنا الضاحية من الضحل والبور، والمعامي، وأغفال الأرض، والحلقة والسلاح.

ولكم الضامنة من النخل، والمعين من المعمور بعد الخمس، لا تعدل سارحتكم، ولا تعد فاردتكم، ولا يحظر عليكم النبات، تقيمون الصلاة لوقتها، وتؤتون الزكاة بحقها، عليكم بذلك عهد الله وميثاقه"
[ ص: 47 ] .

قال "أبو عبيد": قوله: "خلع الأنداد" يعني الآلهة التي جعلها المشركون لله أندادا.

وقوله: "الضاحية من الضحل" فالضاحية: ما ظهر وبرز، وكان خارجا من العمارة.

والضحل: القليل من الماء، والبور: الأرض التي لم تزرع. والمعامي: الأرض المجهولة. والأغفال: نحوها واحدتها غفل.

"والحلقة": السلاح، والدروع".

وأما قوله: "الضامنة من النخل" فإن الضامنة ما كان داخلا في العمارة.

والمعين: الظاهر من الماء.

وقوله: "لا تعدل سارحتكم": السارحة: الماشية التي تسرح، وترعى، وهو من قوله - جل وعز حين تريحون وحين تسرحون [ ص: 48 ] .

وقوله: "لا تعدل": يقول: لا تصرف عن مرعى تريده.

وقوله: " [و] لا تعد فاردتكم": يعني الزائدة على ما تجب فيه الزكاة يقول: لا تعد عليكم تلك في الزكاة حتى تنتهي إلى الفريضة الأخرى.

وقوله: "لا يحظر عليكم النبات": يقول: لا تمنعون من الزراعة حيث شئتم [ ص: 49 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية