الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
422 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"من تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا"  

قال: حدثناه "مروان بن معاوية [الفزاري"] عن "عوف" عن "الحسن" عن "عتي بن ضمرة السعدي" عن "أبي بن كعب" أنه سمع رجلا قال: يال فلان: !

فقال له: اعضض بهن أبيك، ولم يكن [ ص: 164 ] .

فقالوا له: يا أبا المنذر: ما كنت فحاشا، فقال: إني سمعت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يقول: "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا".
 


قال "الكسائي": قوله: "تعزى يعني: انتسب، وانتمى كقولهم: يال فلان ويال بني فلان، قال "الراعي":


فلما التقت فرساننا ورجالهم دعوا يال كلب واعتزينا لعامر

وقال "بشر بن أبي خازم [الأسدي] ":


نعلو القوانس بالسيوف ونعتزي     والخيل مشعرة النحور من الدم [ ص: 165 ]

يقال منه: عزوت الرجل وعزيته: إذا نسبته، وكذلك كل شيء نسبته إلى شيء، فهو مثله، وإن كان في غير الناس.

قال "أبو عبيد": وأخبرني "يحيى بن سعيد" عن "ابن جريج" أن "عطاء" حدثه بحديث.

قال: فقلت "لعطاء" أتعزيه إلى أحد، يعني: أتسنده إليه، وهو مثل النسبة.

ومن هذا قوله: من لم يتعز بعزاء الله، فليس منا.

يقول: من استغاث، فقال: يا للمسلمين، فهذا عزاء الإسلام. [قال] : ويقال: كنيت الرجل وكنوته لغتان.

قال: وسمعت من "أبي زياد" ينشد "الكسائي":


وإني لأكنو عن قذور بغيرها     وأعرب أحيانا بها فأصارح [ ص: 166 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية