"لا يدخل الجنة قتات" [ ص: 353 ] .
حدثنا قال: حدثناه "أبو عبيد": عن "أبو معاوية الضرير" عن "الأعمش" "إبراهيم" عن عن "همام بن الحارث" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - : "حذيفة"
قال "الكسائي" أو أحدهما: قوله: "قتات" يعني النمام. و"أبو زيد"
يقال منه: فلان يقت الأحاديث قتا، أي ينمها نما.
وقال في الذي ينمي الأحاديث هو مثل القتات إذا كان يبلغ هذا عن هذا على وجه الإفساد والنميمة [ ص: 354 ] . "الأصمعي"
يقال منه: نميت - مشددة - تنمية.
قال: وإذا كان إنما يبلغ على وجه الإصلاح وطلب الخير قيل منه: نميت الحديث إلى فلان مخففة، فأنا أنميه.
قال ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أبو عبيد":
حدثناه عن "ابن علية" عن "معمر" عن "الزهري" "حميد ابن عبد الرحمن بن عوف" عن "أمه أم كلثوم بنت عقبة"; عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس بالكاذب من أصلح بين الناس: فقال خيرا ونمى خيرا" [ ص: 355 ] .
يعني: أبلغ ورفع، وكل شيء رفعته فقد نميته، ومنه قول النابغة:
فعد عما ترى إذ لا ارتجاع له وانم القتود على عيرانة أجد.
قال وبلغني عن "أبو عبيد": أنه قال: "لو أن رجلا اعتذر إلى رجل فحرف الكلام وحسنه ليرضيه بذلك لم يكن كاذبا". "سفيان بن عيينة"
يتأول الحديث: "ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا ونمى خيرا" قال: فإصلاحه ما بينه وبين صاحبه أفضل من إصلاحه ما بين الناس.