قال وغيره; يقال: إنه لم يرد [بها] العصا التي يضرب بها، ولا أمر أحدا قط بذلك، ولكنه أراد الأدب [ ص: 360 ] . "الكسائي"
قال وأصل العصا الاجتماع والائتلاف، ومنه قيل "أبو عبيد": للخوارج: قد شقوا عصا المسلمين، أي فرقوا جماعتهم.
وكذلك قول "صلة بن أشيم" "لأبي السليل": "إياك وقتيل العصا".
يقول: إياك أن تكون قاتلا أو مقتولا في شق عصا المسلمين.
ومنه قيل للرجل إذا أقام بالمكان واطمأن به واجتمع إليه أمره: قد ألقى عصاه.
وقال الشاعر:
فألقت عصاها واستقرت بها النوى كما قر عينا بالإياب المسافر
وكذلك يقال: ألقى أرواقه وألقى بوانيه، فكأن وجه الحديث أنه أراد بقوله: "لا ترفع عصاك عن أهلك" أي امنعهم من الفساد والاختلاف وأدبهم [ ص: 361 ] .وقد يقال للرجل إذا كان رفيقا حسن السياسة لما ولى: إنه للين العصا.
قال "معن بن أوس المزني":
عليه شريب وادع لين العصا يساجلها جماته وتساجله