518 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في قتلى أحد : "زملوهم في دمائهم وثيابهم " هو من حديث غير واحد . عن الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
أما قوله : "زملوهم " فإنه يقول : لفوهم بثيابهم التي فيها دماؤهم وكذلك كل ملفوف في ثياب فهو مزمل .
ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في المغازي في أول ما رأى [ ص: 12 ] .
"جبريل " [عليه السلام ] فقال : "جثت منه فرقا " وبعضهم يقول : " جثثت " .
قال "الكسائي " : هما جميعا من الرعب ، يقال : رجل مجؤوث ومجثوث .
قال : فأتى "خديجة " [رضي الله عنها ] فقال : "زملوني " .
فإذا فعل الرجل ذلك بنفسه قيل : قد تزمل ، وتدثر ، فهو متزمل ومتدثر ، فإذا أدغم التاء ، قال : مزمل ومدثر ، وبهذا أنزل القرآن بالإدغام .
وكذلك : "مدكر" إنما هو مذتكر ، فأدغمت التاء ، وأبدلت الذال دالا .
قال "أبو عبيد " : وفي [هذا ] الحديث من الفقه أن الشهيد إذا مات [ ص: 13 ] في المعركة لم يغسل ، ولم ينزع عنه ثيابه . ألا تسمع إلى قوله : "زملوهم بثيابهم ودمائهم" ؟
قال : إلا أني سمعت محمد بن الحسن يقول : ينزع عنه الجلد والفرو قال : وأحسبه قال : والسلاح ، ويترك سائر ثيابه عليه .
هذا إذا مات في المعركة ، فإن رفع وبه رمق غسل وصلي عليه .
قال : وأهل الحجاز لا يرون الصلاة على الشهيد إذا حمل من المعركة ميتا ، ولا الغسل . وأهل العراق يقولون : لا يغسل ، ولكن يصلى عليه .


