قال أبو عبيد: وفي هذا الحديث اختلاف [وبعضهم يرفعه و] بعضهم لا يرفعه.
يقول عن مطرف بن عبد الله بن الشخير.
قال الأصمعي: قوله: [ذهب] حبره وسبره: هو الجمال والبهاء.
يقال: فلان - حسن الحبر والسبر، وقال ابن أحمر، وذكر زمانا قد مضى:
لبسنا حبره حتى اقتضينا لأعمال وآجال قضينا
[ ص: 221 ] ويروى: حتى اقتنصنا: يعني لبسنا جماله وهيئته.وقال غيره: فلان حسن الحبر والسبر: إذا كان جميلا حسن الهيئة - بالفتح جميعا.
قال أبو عبيد: وهو عندي بالحبر أشبه؛ لأنه مصدر حبرته حبرا: أي حسنته.
قال الأصمعي: وكان يقال لطفيل الغنوي في الجاهلية المحبر؛ لأنه كان يحسن الشعر ويحبره.
قال: وهو مأخوذ عندي من التحبير، وحسن الخط والمنطق.
[قال] : والحبار: أثر الشيء، وأنشد:
لا تملأ الدلو وعرق فيها ألا ترى حبار من يسقيها
قوله: عرق فيها: أي اجعل فيها ماء قليلا، ومنه قيل: طلاء معرق، [ومعرق. ويقال: أعرق، وعرق] [ ص: 222 ] .
وأما الحبر من قول الله جل ثناؤه: من الأحبار والرهبان فإن الفقهاء يختلفون فيه. فبعضهم يقول: حبر، وبعضهم يقول حبر.
وقال الفراء: إنما هو حبر، يقال ذلك: للعالم.
قال وإنما قيل: كعب الحبر لمكان هذا الحبر الذي يكتب به، وذلك أنه كان صاحب كتب.
قال الأصمعي: لا أدري هو الحبر أو الحبر للرجل العالم.


