حدثنا أبو عبيد : قال : حدثناه ابن علية ، عن إسحاق بن سويد العدوي عن يحيى بن يعمر يرفعه .
قوله : الصعدات : يعني الطرق ، وهي مأخوذة من الصعيد ، والصعيد : التراب ، وجمع الصعيد : صعد ، ثم الصعدات جمع الجمع ، كما تقول : طريق وطرق ، ثم طرقات .
قال الله - تبارك وتعالى - : فتيمموا صعيدا طيبا
فالتيمم في التفسير والكلام : التعمد للشيء .
يقال منه : أممت فلانا أؤمه أما ، وتأممته ، وتيممته ، ومعناه كله تعمدته ، وقصدت له ، قال "الأعشى " :
تيممت قيسا وكم دونه من الأرض من مهمه ذي شزن
فقوله [سبحانه ] : فتيمموا صعيدا طيبا هو في المعنى - والله أعلم - [ ص: 87 ] تعمدوا الصعيد ؛ ألا تراه يقول بعد ذلك : فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه وكثر هذا في الكلام حتى صار التيمم عند الناس هو التمسح نفسه ، وهذا كثير جائز في الكلام أن يكون الشيء ، إذا طالت صحبته للشيء سمي به ، كقولهم : ذهبت إلى الغائط ، وإنما الغائط أصله المطمئن من الأرض .ومنه الحديث الذي يروى : "أنه نهي عن عسب الفحل " وأصل العسب الكراء فصار الضراب عند الناس عسبا ، ومثله في الكلام كثير .


